تغطية للمؤتمر الدولي للأنوثة من أجل ثقافة للسـلام – الكلمة للنساء – وهران – مستغانم : 28-29-30-31 أكتوبر 2014
تغطيــــة للمؤتمر الدولي للأنوثـــة من أجـــل ثقـــــافة للســــــــلام
– الكلمة للنساء –
وهران – مستغانم : 28-29-30-31 أكتوبر 2014
في جو مفعم بالنشاط والحركة والتتبع المدهش عاش المؤتمرون والمشاركون والمتتبعون المؤتمر الدولي حول الأنوثة من أجل ثقافة السلام – الكلمة للمرأة – المنظم من طرف الجمعية العالمية الصوفية العلاوية وجمعية جنة العارف بمدينة وهران ومستغانم أيام : 28 – 29 – 30 – 31 أكتوبر 2014.
هذا المؤتمر الذي حضره وفد مهم من مريدي ومريدات الطريقة العلاوية الدرقاوية الشاذلية وأعضاء جمعية الشيخ العلاوي لإحياء التراث الصوفي من المملكة المغربية يقدر بسبعين (70) مؤتمر ومؤتمرة من داخل المغرب وأكثر من 200 مؤتمر من دول أوربا، بذلك كان الوفد المغربي أكبر وفد ممثل في المؤتمر من الخارج .
إنطلقت أشغال المؤتمر يوم الثلاثاء 28 أكتوبر2014 على الساعة 9 صباحا، كانت قاعة المؤتمر تغص بالحضور الذي تجاوز – 3000 – ثلاثة آلاف مشارك ومتتبع.
تميزت أشغال المؤتمر بعروض ومداخلات ونقاشات وأوراش غنية وجدية وجريئة.
فبعد كلمة الإفتتاح للسيد شيخ الطريقة العلاوية الدرقاوية الشاذلية خالد عدلان بن تونس، انطلق المؤتمر في أعماله وفق البرنامج المعد له وجدول أعماله من يومه الأول إلى يوم الاختتام، وذلك بحضور الضيوف وخاصة الوفد الرسمي الذي يمثل الدولة الجزائرية في شخص مستشار رئيس الدولة ووزيرة وزارة الأسرة والمرأة والتنمية والسيد والي ولاية وهران وشخصيات مدنية وعسكرية وممثلي السلك الدبلوماسي. وعلى رأسهم القنصل العام المغربي بمدينة وهران.
مواضيع المؤتمر وحلقات أوراشه كانت غنية ومفيدة وخاصة أنها ناقشت محاوير الساعة والتي إن لم نقل المسكوت عنها في واقعنا الإسلامي. بذلك يكون المؤتمر قد وضع يده على عدة طابوهات محجوزة ومحسوبة لجهة لا يمكن مناقشتها من طرف جهات أخرى وبفضل التوجيه العام لشيخ الطريقة العلاوية الصوفية وبتنظيم الجمعية العالمية الصوفية العلاوية وجمعية جنة العريف وبتتبع من الأمم المتحدة، كان المؤتمر سابقة وخاصة أنه منظم من جهة محسوبة على الجمعيات الروحية أو إن صح القول الجمعيات الصوفية.
فمن خلال العرض الأول للسيد يوسف الصديق من دولة تونس ” المعاني والكلمة في القرآن من خلال المرأة / الرجل”، وعرض الدكتورة هدى محمود درويش من مصر “مـاهي الأخــلال للمجتمـــع”، وعــرض PATRIK BUSQUET حــــــــــول “وسائل الإعلام والأشخاص المستهدفين منها”… ومداخلة السيد مصطفى شريف … إلخ من المتدخلين والمتدخلات، ومختصات ومختصين، عالمات وعلماء، … بمواضيع متعددة جابت أرجاء المؤتمر داخل الأيام الثلاثة.
كان المؤتمر في مواجهة ومقارعة مجموعة من الأسئلة العويصة التي تعتبر الكثير منها حواجز وأسلاك شائكة في مواجهة التطلعات المستقبلية من أجل التقدم والتنمية والعيش في سلام وطمئنينة.
ومن الخطوط العريضة والأفكار والمعاني التي حلقت في فضاء المؤتمر، تجادبت الأصالة المتجددة والحداثة العلمية المتلائمة مع التطور والإنسانية، فكان النقاش يتضارب بين مصادر الديانات في الأخلاق الحميدة لتقويم المجتمع من خلال الكتب السماوية وعلى رأسها القرآن الكريم من خلال الرسل والأنبياء انتهاءا بالقدوة والنموذج الأخلاقي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، المرسل رحمة وأخلاق للبشرية جمعاء… كما قال الله تعالى “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”،”وإنك لعلى خلق عظيم”، … إلخ. وذلك بتفاعل الأسرة كخلية أولى للتربية الأخلاقية على اعتبار أن الأسرة هي الروح المتجددة للأخلاق، ودور الأم في هذه الخلية أي المرأة أي محور المؤتمر لتكون المرحلة الانتقالية للواقع العام في التربية الأخلاقية : المدرسة + المعلم + المراكز الرياضية والتربوية والثقافية + الإعلام.
فكل هذا وذاك يجب أن يكون العمل به وفق تحفيزات تقتضي:
1. وضع الآليـات لتحفيــــــز الأخلاق والقيم التربويــة.
2. تفعيل المنظومة الإعلامية وتوجيهها في هذا المجال.
3. تعميق ثقـــافة الحــــوار بين الأفراد والمجتمعــــات.
4. تحفيز المنظومة التعليمية.
ولن يتأتى هذا إلا من خلال استهداف المجتمع وأفراده بوسائل إعلام مسؤولة وموجهة من أجل مجتمع راقي تواق للعيش المشترك.
وهذا لا يعني أن هذه المحفزات لن تصطدم بمعوقات ورواسب ترسخت في المجتمعات عبر الاتجاهات التي حرفت مضامين الدين وخاصة الإسلام بسلوكات لاعلاقة لها بتطلعات والأبعاد الحقيقية لديننا الحنيف الداعي إلى الحب والسلام والعدالة وثقافة الحوار والتواصل بين الجميع، رغم الإختلاف في الدين والثقافة والجنس واللــــون. لأنه ” لا إكراه في الدين”، ” الله يهدي من يشاء”، ” إنا أرسلناك رحمة للعالمين”،…
خلاصة المعنى أو معاني النتيجة من خلال مؤتمر الأنوثة أن العمل على حقوق المرأة لا يأتي إلى بالعمل الشمولي العام داخل المجتمع من أجل نسوة وأنوثة الأصل أي الخلية الأولى التي تعني المرأة والرجل فزيولوجيا.
بغض النظر لما تتعرض له المرأة في المجتمعات المبلقنة التي تعوم في الصراعات العصبية والحروب (نموذج بعض الدول الأسيوية والإفريقية ودول الشرق العربي … إلخ)
مما يحتم على كل المعنيين العمل على تفعيل مقومات الدين والديانات على اعتبار أن النهوض بحقوق المرأة حق في التاريخ والواقع والدين وإلا ستكون الديانات ميتة إذا لم تتلائم مع الزمان والمكان، انخراطا في المعاصرة المبنية على الأسس التي يتلائم معها وعليها الإنسان الحديث بالعلم والكرامة عبر النضال الإجتماعي الذي تنخرط فيه كل الهيئات والفعاليات انخراطا مبنيا على التعايش والسلام من أجل مجتمع خالي من الظلم والكراهية والحرب.
من إعــــداد طــــاقم الموقــــع
جمعية الشيخ العلاوي
لإحياء التراث الصوفي – طنجة
التعليقات مغلقة.