الذكرى المئوية لتأسيس الطريقة الصوفية الشاذلية الدرقاوية العلاوية 1909 – 2009
في عالم يشهد تحولات كثيرة حيث الأزمات متعددة «طاقوية، بيئية، مالية، غذائية، روحية…» ولّدت قلقا واضطرابا؛ بين حاضر صاخب ومستقبل غامض، أي طريق نختار و بأي وسائل نتحرك؟ إنه التساؤل الذي ندعو كل واحد إلى المشاركة في الإجابة عنه بمناسبة مئوية الطريقة الصوفية العلاوية الدرقاوية الشاذلية التي سوف نحتفل بها على مدار العام 2009.
في مواجهة المشاكل التي تواجهها الكرة الأرضية، يجب علينا التفكير في مشروع إنساني جديد يتّسم بتضامن حقيقي. لا يمكن لكل واحد منا أن يُعرف إلا من خلال علاقته بالمجتمع الإنساني عبْر التفتّح وقبول الآخَر. للوصول إلى هذا الهدف يجب الرجوع إلى روح الوحدة وإلى التناغم بين الروح والعقل؛ وإلى الانتقال من ثقافة «الأنا»، ثقافة الفردانية والأنانية، إلى ثقافة «نحن» التي توحِّد وتجمع كلّ بني الإنسان.
سنة التفكير والأعمال و الاحتفالات هاته ستشهد أحداثا كبرى ولحظات مؤثِّرة ولقاءات فريدة من نوعها. غير أنّ رهاننا لا يتوقف عند أفعالنا في الحاضر بل يتعداه لتكون أعمالنا أبدية ومصيرية في الغد. يجب أن يستشعر كل واحد وكل واحدة منا بقوة الفعل، وبالتزاماته العميقة وكذا بمسؤولياته. بتأكيدنا على هذه القيم التي بنَت ماضينا يمكن لنا إدراك المستقبل ضمن إرادة صلبة في صنع السلام بين الأمم وبين الأفراد، وقبل كلّ شيء في أنفسنا